تجربة فريدة من نوعها، تغمرك بأنواع مختلفة من المشاعر لم تخطر ببالك قبل أن تعيشي هذه التجربة بحلوها ومرارتها.. نعم فليست كلها حلوة وبالطبع ليست كلها مرة.. فيها لحظات حالمة تلك التي تشهدينها في كل زيارة للطبيبة وتسنح لك الفرصة لرؤية هذا المخلوق الصغير القابع في أحشائك.. صحيح أنه يلازمك ليل نهار.. يشعرك بوجوده بين الفينة والأخرى.. يجبرك أحياناً على الابتسام وأنتي في غاية الإرهاق عندما تشعرين بركلاته المتناغمة مع صوتك وتحركاتك.. ولكنك لا تستطيعين رؤيته إلا لدقائق معدودة أثناء زيارتك للطبيبة.. صورته المرسومة على الشاشة عزلتني عن العالم الخارجي.. جعلتني أعيش لحظات حميمة مع طفلي الذي بدا شقياً يرفض تطفل الطبيبة على منزله فبدأ يركل بقوة كلما وجهت إليه الجهاز لتراه.. ذلك المشاغب الصغير الذي أصبح في شهور معدودة محور حياتي قبل أن أتمكن حتى من احتضانه..
كنت أتحدث مع احداهن قبل أيام ولازال كلامها يرن في أذني كلما تذكرته.. قالت أن البشر يكرهون عادةً كل من يسبب لهم الألم ما عدا أطفالهم.. فرغم كل الألم الذي تتحمله الأم أثناء حملها وولادتها وتربيتها فهي تعشق طفلها وعلى استعداد بأن تفديه بحياتها على أن يصيبه أدنى مكروه.ز
غريبة عاطفة الأمومة تلك.. كيف تستطيع الأنثى أن تصل إلى هذا القدر من نكران الذات والتضحية بمجرد أن تصبح أماً؟
يبدو أنني أهلوس فالساعة الآن الثانية والنصف فجراً وأنا أهذي عن تجربة غريبة عجيبة بالنسبة لي ولكنها سنة الله في خلقه..
أعزائي.. لي معكم لقاء آخر واعذروا هلوستي
No comments:
Post a Comment