تداعيات

عندما يختلي المرء بنفسه تراوده أفكار عديدة.. تأخذه من مكان إلى مكان.. تتلاعب بعقله الصغير كقشة بين أمواج بحر لجيّ..

وكسائر البشر تراودني أنا أيضاً تلك الأفكار.. وتساؤلات عدة.. تأخذني إلى البعيد.. اليوم مثلاً.. كنت أفكر.. لماذا أرغب بالزواج..؟ ولماذا تسيطر هذه الفكرة علي بإلحاح..؟

إجابات مختلفة متضاربة طرقت أبواب تفكيري لتقنعني أنها هي السبب الرئيسي.. إحداها تقول بأن أنوثتي تحاول أن تثبت وجودها.. والأخرى تدعي أن المجتمع من حولي لا يرحم الفتاة العزباء مهما كانت الأسباب وراء تأخر زواجها.. وواحدة تقول هي الرغبة بإشباع غريزة الأمومة لديّ.. وتلك هناك بكل هدوء تقول أنني أحتاج – كأي أنثى – إلى حضن دافئ ألجأ إليه وأجد عنده الأذن الصاغية والأمان..

بدأت أفكر في تلك الأسباب.. نعم كلها صحيحة دون استثناء.. ولكن.. هل تملك الفتاة أن تغير واقعها الذي تعيش فيه..؟ قد كُتب علينا معشر الفتيات الانتظار حتى يأتي النصيب.. آه ما أصعب وأقسى لحظات الانتظار!! هي كالموت البطيء.. ننتظر حتى يمل الانتظار ولا نمل نحن..

وتمضي الأيام.. والانتظار ذاته.. والعمر ينقضي.. وزهرة الشباب تنطفئ.. وقطار الزواج هرب دون رجعة.. وخلّف ورائه فتيات يلملمن ما بقي من عمرهن.. استعداداً لإكمال المشوار مع وحدةٍ مؤبدةٍ دون إمكانية إطلاق السراح المشروط

أو العفو عن المذنبات دون ذنب ارتكبنه..

ويبقى أملهن بعد ذلك كله.. في شاب من شباب الجنة يعوضهن عن الحرمان.. عن لحظات الوحدة.. وعن الشباب المنقضي وزهرته الذابلة دون أن يكون لذلك معنى.. وأهم من ذلك كله.. أنوثة ضائعة.. تبحث عن فرصة لإثبات وجودها.. فلم تعرف طريق العودة..

Feb , 15th, 2006
12:10 PM
Wednesday