لماذا لم أتزوج حتى الآن -3

هذه المرة.. حدثني والدي عن معيد في الجامعة.. تقدم لخطبتي.. في العقد الثالث من عمره.. أكمل الماجستير وسيبدأ بدراسة الدكتوراه قريباً..

كالعادة حاولت إيجاد العيوب في شخص لا أعرفه.. فوجدت شماعة جيدة أعلق عليها أعذاري.. لم يعجبني اسم عائلته!! لم يكن هذا سبباً حقيقياً ولكنني لا أعلم لم أرتبك كثيراً من فكرة الارتباط حين يكون الموضوع جاداً ومن شخص لا أعرفه!

صليت صلاة الاستخارة.. وكنت متجهة لأداء مناسك العمرة في تلك الأيام.. الخلوة في الطريق الطويل تشجع على الاسترسال في التفكير.. بدأت أقلب الأمر يميناً وشمالاً ووجدتني أميل إلى القبول أكثر من الرفض.. إلا أنني لازلت لا أعرف عنه شيئاً.. ولكن صلاتي في الحرم ودعائي هناك أشعراني براحة نفسية عجيبة للموضوع..

اتجهت بعد عودتي إلى الجامعة وإلى القسم الذي يعمل به على وجه التحديد.. رغم أنني كنت قد تخرجت في تلك الأيام.. كعادة جامعتنا صور المدرسين تعلق على لوحة كبيرة في كل قسم.. رأيت صورته... هممممم.. ليس وسيماً لذلك الحد ولكن هذا أفضل حتى تبتعد عنه طالبات الجامعة..

ذات مساء أخبرتني أمي أن أخته طلبت موعداً للزيارة.. ولكن أمي سألتها أولاً عن أمر كان يشغل بالها هي وأبي.. هل يدخن..؟ أجابت أخته ايجاباً.. ثم عاودت الاتصال لاحقاً لتخبر أمي أنه نادراً ما يدخن.. وأنه على استعداد أن يترك التدخين نهائياً..

فرحت عندما علمت باستعداده ل ترك التدخين لأجلي.. دق قلبي ورقص حينها.. وبدأت الأحلام الوردية تتقاذفني ذات اليمين وذات الشمال.. والفرح يغمرني والسعادة تتوجني.. أحسست أن حلمي قد اقترب تحقيقه.. شعورٌ جميل..

بعد يومين.. أخبرتني أمي برفض أبي.. صعقت.. سألتها عن السبب.. لم تكن اجابتها واضحة.. كتمت حسرتي في صمت وأنا أرى قصر الرمال الذي بنيته تتخطفه الرياح..

جاءت اللحظات التي سألني فيها والدي عن رأيي به.. لم يكن أعلم أنني على علم بقراره مسبقاً.. وفاجأته بقولي.. لم تسألني وقد اتخذت القرار النهائي..؟

لم يكن يتوقع ردي.. حاولت أن أسأله عن سبب الرفض.. هو أيضاً لم يجبني بوضوح.. حاولت ايصال رأيي بطريقة غير مباشرة.. أبي دعه يأتِ إلى بيتنا.. أعطه الفرصة لتعرفه.. ربما كان رجلاً جيداً.. قابلني برفض حازم.. لم استطع معه الاعتراض..

عدت وأنا أحمل الغصة في قلبي .. والخيبة تعتصر فؤادي.. وبقيت على هذا الحال فترة طويلة من الزمن.. أرثي حلمي المقتول في صمت دون أن أبدي ألمي لمن حولي..

حاولت مراراً أن أعرف السبب إلى أن اهتديت إليه بعد مرور سنوات.. لم يشأ والدي أن يخبرني بأن هذا الشخص غير مستقر نفسياً.. حمدت الله على أن أبعده عني رغم كل الأم الذي أحسست به لحظة رفضه.. ودعوت الله أن يرزقني بخيرٍ منه ويشفيه..