لماذا لم أتزوج حتى الآن - 2

بعد انتهاء القصة الأولى بسنة ونصف تقريباً.. طرق بابي القادم الجديد... كان ذلك بعد زواج أختي..

لاذلت أذكر ذلك اليوم الذي فاتحتني فيه أمي بالموضوع.. كان الوقت ليلاً.. وسألتني أمي دون اكتراث وبدون مقدمات... تعرفين جارتنا فلانة؟ أجبتها نفياً أنني لا أعرفها.. قالت لي تلك التي كانت تجلس بالمكان الفلاني ليلة زواج أختك.. لم أعرفها.. قالت لي المهم أنها اتصلت بي اليوم.. تطلبك لابن أختها.. أثارت اهتمامي لحظتها.. أكملت أمي.. هو بحريني الأصل والجنسية ولكنه مقيم في الخبر لظروف عمله في الشركة الفلانية.. ويأتي في إجازة نهاية الأسبوع للبحرين.. يا سلام.. لطالما وددت أن أعيش بالسعودية وأن أعمل في الشركة ذاتها.. بدأت أرسم صوراً وردية في مخيلتي أيقظتني منها أمي باكمالها لحديثها الذي بدأته.. قالت أن جارتنا قالت لها متى تودين أن أتصل بك لأعرف رأيك بالموضوع..؟ أمي أجابتها بأنه لا داعي للمهلة فقد اتخذت قرارها بالرفض.. وذلك لأنها لا تود أن تعيش احدى بناتها ببلد آخر وأن تتغرب بعيداً عنها.. رغم أن الخبر لا تبعد عنا أكثر من 20 دقيقة.. أمي تقول أن السيدة حاولت اقناعها بأن الشاب بحريني وأن المكان قريب.. وأن الشاب شخص جيد وخلوق ووو.. إلا أن محاولاتها باءت بالفشل فسألت أمي بالنهاية إن كانت تعرف فتاة ترضى بوضع هذا الشاب فأخبرتها أمي أن كل من تعرفهم لا يودون ترك البحرين للعيش ببلد آخر.. ثم ختمت الموضوع بقولها.. أنا أخبرك فقط من باب العلم بالشيء!

رسمت علامات عدم الاكتراث على وجهي.. إلا أنني من داخلي كنت محطمة.. الوليد مات لحظة ولادته.. لم تحاول حتى معرفة رأيي أنا بالموضوع وكأن الأمر لا يعنيني ولا يتعلق بمستقبلي ولا يمسني أنا شخصياً.. اتخذت القرار النهائي نيابة عني دون إذن مني.. ثم أخبرتني بالأمر وكأنها تتكلم عن مصير شخص آخر.. كثيراً ما تساءلت في داخلي.. لم يا أمي لم تمنحيني الفرصة لأقرر..؟ لم لم تحاولي معرفة رأيي أنا في مستقبلي وكيف أود قضاؤه..؟

كلما تذكرت هذه الحادثة شعررت بمرارة في حلقي.. ولكنني أعود وأقول.. لو كان من نصيبي لكنت أخذته لكنه لم يكن كذلك فتهدأ نفسي.. وأخاطبها بأن والدتي مهما حصل كانت تحاول من وجهة نظرها أن تنتقي لي الأفضل.. ولم تتعمد إيذاء مشاعري لأنها أمي قطعة منها أنا وهي والدتي فمن سيحرص علي أكثر منها..؟

لا أحد..

وأسدل الستار على الخاطب الثاني في انتظار القادم الثالث..