لماذا لم أتزوج حتى الآن - 5

الخامس كان شخصاً أعرفه.. ابن الجيران الذي طالما لعبنا معه سوياً في أيام الطفولة.. ولم أكن أحس تجاهه بأكثر من مشاعر الأخوة..

يكبرني بعام واحد فقط.. هاديء.. محبوب.. لكني لم أشعر تجاهه يوماً بأكثر من مشاعر الأخوة..

صحيح أن علاقتنا ببعضنا البعض توقفت منذ سنوات طويلة لكنه لا يزال ابن الجيران.. لا أكثر من ذلك ولا أقل..

أمه امرأة عجوز.. فهو ولدها الصغير.. كانت تحب أمي كثيراً وهذا ما أخبرتها إياه عند خطبتها لي.. أنا أحبكِ كثيراً ولذلك أرغب أن أزوج ابني بإحدى بناتك.. هنا كانت الطامة.. لم تصرح باسم احدانا ولكنني كنت الخيار الوحيد المتاح في ذلك الوقت.. فلم يتبق منا عازبات سواي وأختي الصغرى التي كانت في ذلك الوقت لا تزال طالبة جامعية في بداية المشوار..

جاءت أمي وأخبرتني بما قالته لها الجارة.. أمي لم تكن متحمسة كثيراً للموضوع كون ابن الجيران يعمل في بنك ربوي وهذا يخالف معتقداتنا ومبادئنا التي نعتنقها.. ولكن ما أثارني علاوة على هذه النقطة هو عدم اختيارها لي كشخص.. وإنما اختارت أمي لمحبتها لها..

أذكر أنني قلت لأمي بأنني لست قطعة ملابس تشتريها وإن لم تناسب أختي ألبستني إياها فمن يتزوجني لابد أن يكون مقتنعاً بي أنا..

انتهى الموضوع.. بعد فترة رأيته بالمركز الصحي مع خطيبته يجريان الفحص الطبي لما قبل الزواج.. دعينا لحفل زفافه.. لم أذهب كالعادة.. أصبح الآن لديه طفل.. ولا زلت أراه كأخ لي لا أكثر.. أتمنى له السعادة والتوفيق في حياته.. كما أتمنى أن أجد أنا نصفي الآخر وأسعد معه..