مبارك عليكم الشهر

عندما ارتفع صوت المؤذن بالنداء لصلاة المغرب علمت أننا قد ودعنا شهر شعبان الشهر الذي ترفع فيه أعمال عام كامل من سيئات وحسنات إلى رب العباد.. وأقبل علينا الضيف الكريم.. شهر الخير والبركات.. شهر نستزيد منه بجرعة إيمانية نستظل بها لإحدى عشرة شهراً قادماً.. اغرورقت عيناي بالدموع.. وحمدت الله كثيراً أن بلغني شهر الرحمة والغفران.. وكيف لا أحمده على نعمة عظيمة كهذه؟ فمنذ يومين قالت لي احداهن.. انظري إلى عدد المتوفين قبيل رمضان وتفكري في السبب.. هؤلاء لم يمهلهم رب العباد ليبلغوا رمضان ويحظوا بفرصة أخيرة لجني ثماره.. ولكنك انتِ بلغتيه واتيحت لك هذه الفرصة الثمينة.. أفلا تعتقدين بأن هذه نعمة تستحق الثناء..؟

مرت كلماتها بسمعي مرات ومرات وأخذت أفكر بها كثيراً.. لم أنظر إلى رمضان قط بهذا المنظار.. وعندما فعلت بكيت خشية ألا أستطيع أداء شكر هذه النعمة كما يجب.. سجدت شكراً لله بعد أدائي لصلاة المغرب أن أتاح لي الفرصة وبلغني رمضان حتى استعيد نفسي التائهة من جديد..

أحسست بالخجل من نفسي على أن ينعم علي ربي بهذه النعمة العظيمة ويمنحني هذا الفضل الذي لم يمنح إلا لمن اختارهم هو بعلمه وقدرته ثم لا أكون قد أديت شكر هذه النعمة علي ولا أكون قد استغللتها كأفضل ما يرام.. ولكنني أعلم أنني سأحاول أن أجعل رمضان هذا العام أفضل من سابقيه.. هكذا عاهدت نفسي أن أفعل.. وجعلت شعاري "أفلا أكون أمة شكورة..؟"

وهنا يبقى أن أبارك لكل من يقرأ كلماتي.. هنيئاً لكم فقد تم اختياركم لتكونون ممن يحضر رمضان لهذا العام.. فلنحاول أن نكون جديرين بهذه الفرصة.. أعاننا الله وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته إنه سميعٌ مجيب..